لم تعد قضية علي النمر, قضية حريات وحقوق فحسب، بل فتّحت عيون العالم، وإعلامه، على دعم الدول الكبرى لأنظمة قمع وقتل.
فتحت عنوان” صلب مراهق في السعودية يسلط الضوء على صفقات تجارية بريطانية مع طغاة”، تناولت صحيفة إنترناشينال بيزنس تايمز البريطانية قضية المحكوم بالإعدام في السعودية، علي محمد النمر.
الصحيفة ،وهي من بين الأبرز في المملكة المتحدة، إعتبرت أن السعودية قدّمت في تخطيطها لصلب علي النمر المزيد من الهمجية لهذا العالم.
وفي مقال له أشار الصحفي كلايف ستافورد سميث ،إلى أن علي، كان في السابعة عشر من عمره عندما ألقي القبض عليه في فبراير العام 2012، حيث أتهم بالمشاركة في مظاهرة غير قانونية ومن ثم أصبح الحكم حيازته لأسلحة نارية، وشدد المقال على أن عائلته تنفي هذه التهمة وتؤكد أنه أجبر على التوقيع على الإعترافات.
المقال وصف الحكم بالإعدام صلبا، الذي صدر على النمر بناء على جريمة لم يتم تحديدها، بنموذج للعالم السري في المملكة السعودية.
الكاتب إعتبر أن السؤال اليوم يتعلق حول ما يجب فعله لمنع السعودية من الإستمرار بالتعذيب والقتل بسبب المطالبة بالديمقراطية، كما يطرح التساؤلات حول ما فعلته الحكومة البريطانية لتعزيز حقوق الإنسان في العالم.
المقال أشار إلى أن لدى الحكومة البريطانية مشروعا يسمى ” مجرد الحلول الدولية” وهو أحد العبارات الملطفة التي تغطي شرا، وتحدث عن الذراع التجاري لوزارة العدل الذي يقدم التجارب والخدمات لأكثر الأنظمة إجراماً في العالم.
وأوضح سميث أن هذا البرنامج لوزارة العدل يحلل الإحتياجات التدريبية لموظفي السجون، متساءلا إن كان ذلك يعني تقديم المشورة حول كيفية تعذيب الأحداث ووضعهم على الصليب.
التقرير أشار إلى تساؤلات برلمانية طرحت على الحكومة حول هذا البرنامج ، حيث كان الرد أنه لا يمكن سحب هذه العروض دون غرامات مالية باهظة وهذا ما ظهر أنه كذب حيث لم تكن هناك عقوبات مالية ضمن الإتفاق.
وإعتبر أن السبب الوحيد لمواصلة العطاء هو مخاوف حكومة صاحب الجلالة، في إشارة إلى الحكومة البريطانية، من الإضرار بالمصالح الأوسع.
سميث رأى أن التقرب من الطغاة يعني السير على الجانب الخطأ من حقوق الإنسان وبالتالي الجانب الخطأ من التاريخ، ووصف آل سعود بالبذرة القمعيّة معتبرا أن طول بقائها يصعّب سقوطها ويصعّد الغضب منها.
المقال إنتهى إلى أنه على النواب والحكومة البريطانية أن تتذكر أن من إنتخبها، يريدها أن تدافع عن الأخلاق، لا عن قطع الرؤوس، في إشارة إلى قضية علي النمر.
إن تهديد السلطات السعودية بإعدام النمر أعادت علاقات هذا النظام الدولية والدعم الذي يتمتع به،إلى الواجهة، ولعله رسالة واضحة عن العواقب التي سيواجها في حال إقدامه عليها.