ألقت المملكة العربية السعودية كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان بالنيابة عن مجلس التعاون الخليجي، تحدثت فيها عن ما وصفته بالانجازات فيما يتعلق بحقوق الطفل.
الكلمة التي ألقاها سفير السعودية لدى الأمم المتحدة، عبدالعزيز الواصل في 9 مارس 2022 في إطار مناقشات حقوق الطفل خلال الجلسة 49 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، اعتبرت أن دول مجلس التعاون أولت أهمية لرعاية الطفل وتعزيز حقوقه على كافة المستويات. وقال الواصل أن الدول انضمت إلى كافة الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الطفل وسلامته وحقوقه، ودعا الدول إلى العمل من أجل حماية الأطفال من التهديدات التي تمسهم.
كلمة الواصل عدَّت انضمام السعودية إلى المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الطفل إنجازا، ولكنها تجاهلت بشكل تام انتهاك حكومة بلاده الدائم لما تنص عليه المعاهدات والانتقادات التي توجه إليها بسبب هذه الانتهاكات. فبحسب توثيق المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، تهدد السعودية حياة 5 قاصرين على الأقل بالإعدام في مخالفة صارخة لحقوق الطفل التي انضمت إليها عام 1997. كما تؤكد العديد من القضايا التي وثقتها المنظمة استخدام السعودية للعنف ضد القاصرين، من بينهم عبد الله الحويطي الذي حكم بالإعدام بناء على تهم وجهت له حين كان يبلغ من العمر 14 عاما. الحويطي نشر مذكراته داخل السجن وتحدث عن التعذيب وسوء المعاملة الشديدين الذي تعرض له
إضافة إلى ذلك، تحتجز السعودية جثامين 8 قاصرين على الأقل، كانت قد أعدمتهم خلال السنوات السابقة، ما يعد سابقة في انتهاكات حقوق الطفولة.
وفيما تحدث الواصل عن التهديدات التي تطال الأطفال حول العالم وخاصة النازحين، تجاهل دور السعودية في الحرب على اليمن، التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف من الأطفال، إلى جانب مسؤوليتها عن قتل الأطفال كما أكدت التقارير الدولية. إضافة إلى ذلك، تشن السعودية حملات إخلاء بشكل مستمر في مدن مختلفة وبحجج متنوعة. وبحسب المعطيات تضرر العائلات وخاصة الأطفال بشكل واسع من هذه الحملات. ترى المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، أن السعودية لا زالت متخلفة عن الالتزام بتعهداتها الدولية فيما يتعلق بحقوق الطفل على وجه خاص. وتشير المنظمة إلى أن الحديث عن أي انجازات في مجال حقوق الطفل في ظل تهديد حياة قاصرين بالإعدام هو تناقض وجزء من الدعاية التضليلية التي تقوم بها السعودية أمام الأمم المتحدة بشكل منهجي.