طاهرة بشير: مواطنة باكستانية وزوجة معتقل باكستاني في السعودية
زوجي محمدّ بشير محكومٌ في السّعوديّة لمدّة خمسة عشر عامًا. كنّا نتحدّث مع زوجي في السّجن بشكلٍ يومي، وكان هو من يتّصل بنا دون أن نستطيع الإتّصال به، لكنّنا منذ أيّام قليلة فقدنا التّواصل معه بعد إتّصال قام به موظّف السّجن ليخبرنا أنّه أُخذ وأنّ الصّلاة له ضرورة اليوم، ما يؤكّد أنّ موعد إعدامه قريب جدًّا.
تشاركت مع زوجي الحكم، ولكنّ سراحي أطلق بعد خمس أعوام من ذلك، لذلك لدينا الأمل أن يطلق سراح محمد بشير أيضًا.
نحن مظلومون، ولسنا مجرمين، لقد غرّر بنا. لقد طلبنا من السّلطات السعوديّة التّحقق من سجلاتنا في باكستان دون أن نحصل على إستجابة.
القصة حصلت في العام 2016 . بعد إتّصال قامت به إمرأة مجهولة بالنّسبة لنا، أخبرتنا فيه أنّها سترسلنا إلى العمرة مجّانًا، مدّعيةً إنّها تعمل مع منظّمة تنظّم باقات عمرة مجانيّة للعائلات، لقد إستغلت رغبتنا في أداء العمرة لتستدرجنا أنا وزوجي وطفلي في المخطط.
إعتقدنا أنّهم منظّمة شرعيّة بعد إستصدارهم جوازات السفر لنا، وبعد الحصول على التّأشيرات أخبرونا عن شرائهم لتذاكرنا في غضون أيّام قليلة فغمرتنا السّعادة. غادرنا منزلنا وعندما استقبلنا أفراد المنظّمة قالوا أن بعض الوثائق تحتاج إلى تواقيع. كنّا لوحدنا ولم يسمحوا لأي فرد بالإنضمام، وانتهى بنا المطاف في بيشاور.
وبعد يومين أرونا الهيروين الذّي سنهرّبه إلى السّعوديّة، هدّدونا نحن وأطفالنا فما كان منّا إلّا تنفيذ طلباتهم. راقبونا داخل المطار، ومنعونا من التّحدّث إلى أحد، لم يمسك بنا داخل المطار الباكستاني، ولكنّ القبض علينا تمّ بعد وصولنا إلى مطار جدّة.
في جدّة، فصلنا أنا وزوجي وأولادي عن بعضنا ونقلنا إلى أماكن مختلفة. زوجي هناك منذ سبع سنوات، أنا بقيت لمدّة خمس سنوات، وأولادي ثلاث سنوات في مكان منفصل عني.
أبنائي عادوا إلى باكستان بعد تدخّل السّفارة الباكستانيّة، ونحن اليوم لا خيار لنا سوى برفع الصّوت عبر المنظّمات الحقوقيّة، في المحاولة الاخيرة لنا لإنقاذ زوجي من حكم الإعدام.
—
*كلمة طاهرة بشير (مواطنة باكستانية وزوجة معتقل باكستاني في السعودية) في المؤتمر السنوي الثالث لضحايا الانتهاكات في المملكة العربية السعودية الذي عقد بتاريخ 9و 10 ديسمبر 2022.