أختي لجين ناشطة بمجال حقوق المرأة اُعتقلت أكثر من مرة و بالرغم من أنها تعرضت لتهديدات وضغوط بهدف منعها من التحدث علنًا عن الأوضاع بالسعودية، قررت بالرغم من كل شيء أن تكون صوتاً لمن لا صوت لهم.
آخر مؤتمر شاركت فيه هو في جنيف في فبراير 2018م للتحدث مع لجنة مناهضة التمييز ضد المرأة. بعد رجوعها للإمارات تعرضت لأبشع التهديدات على مواقع التواصل الاجتماعي.
يوم الثلاثاء 13 مارس 2018م عندما كانت لجين تدرس في جامعة السوربون في أبو ظبي، تم إيقافها من قبل شرطة أبوظبي وترحيلها في نفس اليوم قسراً إلى الرياض. عند وصولها الرياض، تم نقلها إلى سجن المباحث العامة في الحائر/الرياض وتوقيفها هناك دون إبلاغ أسرتها.
وفي يوم الخميس 15 مارس 2018م، تم الإفراج عنها من سجن المباحث العامة في الحائر/الرياض وذلك دون تلاوة أي تهم عليها أو ذكر سبب التوقيف، كما تم فرض منع السفر عليها وعلى عائلتنا دون مسوغ نظامي.
في يوم الثلاثاء 15 مايو 2018 م تم مداهمة منزلنا في الرياض (دون سابق إنذار) والذي تسكن فيه لجين وزوجها حينها. وخلال المداهمة لم يزود فريق القبض بأي مستند يجيز القبض عليها. من ثم تم القبض على لجين، وحين مغادرة فريق القبض المنزل، تم التوجه بلجين إلى سجن المباحث العامة في الحائر/الرياض وتوقيفها لعدة ساعات ومن هناك تم نقلها إلى سجن المباحث العامة في جدة/ذهبان.
وفي يوم الثلاثاء 29 مايو 2018 تم نقل لجين من سجن المباحث العامة ذهبان/جدة إلى مكان مجهول (سجن سري) وهي معصوبة العينين ومكبلة اليدين من قبل رجال مجهولي الهوية حيث بقيت هناك لمدة 6 أسابيع. عند وصولها إلى ذلك السجن السري بدأ رجال مجهولو الهوية (بعضهم كان يرتدي قناعاً أسود) بالتعذيب الفظيع عن طريق صعقها بالكهرباء، وضربها بوسائل مختلفة, والإيهام بالغرق والإطعام بالقوة الى درجة الاستفراغ، والتحرش بها جنسياً (بتقبيلها ولمس جسدها)، وتهديدها بالاغتصاب وتهديدها بالقتل. خلال فترة الاعتقال بالسجن السري كان المحققون يتلفظون عليها وبشكل روتيني بألفاظ فاحشة عارية من أدنى درجات الحياء، إضافة إلى إصرار أولئك المحققين على السخرية والتفاخر بتعذيبهم لمعتقلي فندق الريتز كارلتون (الرياض 2017م)، مع العلم أنه خلال فترة إقامتها في ذلك السجن السري كان جميع العاملين فيه من الرجال دون النساء، بالإضافة إلى خلو المكان من كاميرات مراقبة.
في هذه الفترة كان يشرف سعود القحطاني على التعذيب و هو شخصيا الذي هددها بالاغتصاب والقتل. في يوم الأربعاء 04 يوليو 2018م تم إعادة لجين إلى سجن المباحث العامة ذهبان/جدة وإبقائها في زنزانة انفرادية لأكثر من أربعة أشهر.
عند رجوع لجين إلى سجن المباحث العامة في ذهبان/جدة تم إعادة التحقيق معها بشكل رسمي بفتح محاضر تحقيق جديدة وتحت مراقبة الكاميرات من قبل أمن الدولة. لكن التحقيق كان تحت خوف وتهديد من قبل المحققين للرجوع إلى السجن السري في حال لم توافق لجين على الرد على أسئلة التحقيق كما أن التحقيق في سجن ذهبان كان من قبل محققين مجهولي الهوية دون تواجد ممثل من النيابة العامة.
في يوم الجمعة 14 ديسمبر 2018م تم نقل لجين إلى سجن المباحث العامة في الحائر/الرياض.
في يوم الأربعاء 30 يناير 2019 م تقدمت لجين برفع شكوى إلى النائب العام سعود المعجب من خلال إدارة سجن المباحث العامة في الحائر/الرياض بعد أن شعرت بضرورة رفع شكوى رسمية إلى الجهات المسؤولة.
لكننا فوجئنا بإصدار النيابة العامة على حسابها بنشر بيانات رسمية تؤكد حسن المعاملة التي تحظى بها الموقوفات دون أي اعتبار للشكوى والدعوى التي رفعتها لجين.
كذلك أصدرت هيئة حقوق الإنسان بياناً ينفي تعرض الموقوفات إلى التعذيب ،ونشر هذا البيان بعد أسابيع من إبلاغ لجين لأعضاء من هيئة حقوق الإنسان (ممثلين بالعضوة آمال المعلمي والعضو عبدالرحمن العتيبي) عن تفاصيل ما تعرضت له لجين في السجن السري وذلك أثناء زيارة أعضاء الهيئة لسجن المباحث العامة في ذهبان/جدة.
ففوجئنا قبل كم أيام بحكم القاضي بتكليف النيابة العامة بفتح تحقيق بتعذيب لجين علمًا أن هذه النيابة العامة نفسها التي أنكرت التعذيب مسبقًا.
و بعد كل هذه المعاناة بدأوا بتعذيب لجين نفسيا بما فيه السجن الانفرادي لمدة تقارب ٨ أشهر، منعها من الزيارات الطبية، و إذا قبلوا فهم يمنعونها من التحدث بلغة اجنبية و الطبيب لا يتكلم العربية، وإرهاقها نفسيًا بألفاظ فاحشة، انقطاع الاتصال لمدة ٤ أشهر مما دفعها إلى الإضراب عن الطعام ليقبلوا أن تتصل بالعائلة، و آخر قرار هو نقلها الى المحكمة المختصة.
يريدون أن يرهقوها و يحاولون كسرها، لجين ليست الوحيدة لكنها من القلائل اللواتي نسمع عنهن.
يريدوننا أن نصمت و لكن الواجب علينا ان نحميها و أن نتحدث عما تفعله السلطات السعودية بالمعتقلين.
كلمة علياء الهذلول، شقيقة المدافعة عن حقوق الإنسان لجين الهذلول، في المؤتمر السنوي الأول لضحايا الانتهاكات في المملكة العربية السعودية الذي عقد بتاريخ 10 ديسمبر 2020.