السعودية تتلاعب: القتل مجدداً لقاصرين ومتظاهرين بعد إعادة محاكمات شكلية

حصلت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان على معلومات مؤكدة تفيد بإعادة الحكم بالإعدام على قاصرين ومتظاهرين، بعد أن تمت إعادة محاكمتهم والتي كان من المتوقع أن تتغير فيها الأحكام السابقة.

وفي التفاصيل التي وصلت إلى المنظمة الأوروبية السعودية، صدرت أحكام جديدة بعد سلسلة جلسات عقدت خلال الأشهر الماضية، بعد نقض الأحكام السابقة التي كانت قد حولت إلى المحكمة العليا. وفي 25 فبراير 2025، عقدت جلسة مطولة للنطق بالحكم لعدد منهم بينهم القاصرين يوسف المناسف وعلي المبيوق، وكل من محمد اللباد، محمد الفرج وأحمد الدغام، الذين حضروا فيما أرجلهم مكبلة بسلاسل حديدية، فيما كان هناك تواجد عسكري كثيف في المحكمة.

ترى المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن الحكم بالإعدام مرة أخرى على أفراد لا يواجهون سوى تهم غير خطيرة بحسب القانون الدولي، لا يعتبر استهتارًا بالحق في الحياة فحسب، بل هو أيضًا تعذيب قاسٍ ومستمر ومنهجي للمعتقلين وعائلاتهم الذين كانوا يأملون في أن تُعاد محاكماتهم بعد سنوات من التهديد بالموت على أمل أن يحصلوا على محاكمة عادلة.

المنظمة تضع إعادة المحاكمات، بعد انتقادات دولية كثيرة، في إطار محاولة سعودية للترويج لكونها تتعامل بشكل إيجابي مع هذه الانتقادات، بحيث يبدو الأمر وكأن إعادة المحاكمات قد أغلقت الثغرات القانونية في الأحكام السابقة. لكن الحكم بالإعدام مرة أخرى يفند هذا الادعاء بشكل قاطع، خصوصًا أن المنظمة لم تتلقَ أي معلومات حول محاسبة من تورطوا في تعذيب المعتقلين أو التحقيق في مسار التعذيب، كما لم تتوافق المحاكمات مع شروط المحاكمة العادلة، بما في ذلك الحق في الدفاع الكافي عن النفس منذ لحظة الاعتقال وغيرها من الانتهاكات، يضاف إلى ذلك المعلومات التي أكدت إضافة تهم ملفقة.

وتشير المنظمة أيضًا إلى أن من بين الذين تم إعادة الحكم عليهم قاصرين، مما يفضح إصرار السعودية على إعدام أفراد تم توجيه اتهامات على أعمال نسبت لهم عندما كانت أعمارهم أقل من 18 عامًا، رغم أن ذلك ينتهك القوانين المحلية والدولية. وقد حاولت النيابة العامة نفي تلك المعلومات من خلال تواريخ بعض التهم، لكن المنظمة ترى أن هذا يأتي في سياق المضي قدمًا في إصدار أحكام القتل بلا رحمة والتحايل على القوانين. اللجنة المعنية بحقوق الطفل كانت قد دعت في قرار لها إلى افتراض أن المتهم قاصر ما لم يُثبت الادعاء العام العكس. وعليه، وفيما أكد الفريق العامل المعني بالاعتقال التعسفي في رأيه أن أحكام القتل بحق القاصرين في السعودية تعسفية، فإن إعادة الحكم عليهم بالقتل تُعد تملصًا من هذا الرأي وانتهاكًا صارخًا له ولقانون الاحداث السعودي والقوانين الدولية.

في ظل الأرقام المرتفعة للإعدامات منذ بداية 2025، حيث وصلت إلى 65 حكما خلال أول شهرين، وبعد تضاعف الأرقام الذي حصل في 2024، فإن إعادة الحكم على المعتقلين يأتي في نفس سياق الدموية، ويؤكد إصرار السعودية على هذا النهج. وتعتبر المنظمة الأوروبية السعودية، أن الأحكام تمثل الصورة الحقيقية لتعامل السعودية في ملفات حقوق الإنسان، بحيث تراوغ وتماطل وتتلاعب بالحقائق من دون تأثير حقيقي إيجابي على الضحايا.

AR