اعتقلت في السّعوديّة دون أي تبرير قانوني، فقدت وظيفتي ولم أتلقّ أي تعويضات، لقد إختفيت دون أي معلومات لعائلتي، ولليوم لم أزل أعاني لعدّة أشهر رغم عودتي إلى باكستان.
تمّ إحتجازي في تشرين الأوّل عام 2020 ووضعت في زنزانة منفردة، بعد ذلك إنتقلت إلى زنزانة مشتركة مع آخرين، من غرفة إلى أخرى.
سعود الفرج أحد زملائي الذّي رافقني في معظم الزّنزانات المشتركة، وهو اليوم يواجه عقوبة الإعدام.
إنتهكت حقوق سعود منذ كان في الزّنزانة المنفردة وقبل أن ينتقل إلى الزّنزانة المشتركة أتى وآثار التّعذيب بادية عليه، عانى طويلًا آلامًا حادّة في المعدة والعظام، وكان يطالب بالحصول على إستشارة طبيّة، لكنّ العاملين بالسّجن كانوا يعاملونه بقسوة وإزدراء، ويأكّدون له أنّه ليس في فندق ليطالب بالحصول على الرّعاية الطّبيّة.
منذ اللّحظة الأولى تبيّن أنّ المصير الذّي سيواجهه سعود قاسٍ، فهو من حملة الجنسيّة الأجنبيّة، بقي في الزّنزانة الفرديّة لما يقارب التّسعة عشر شهرًا، عرّضوه للتّعذيب الشّديد بالكهرباء والتّعليق، لعدّة انتهاكات ومنعوه من التّواصل مع الآخرين.
تقدّم سعود بالشّكوى مرّة إلى محمّد بن سلمان، أخبر فيها عن تعذيبه وتهديد باغتصاب زوجته، وإجباره على تقديم بعض الإعترافات وحرمانه من التّواصل مع العالم الخارجي لعدّة أشهر، وبسبب تلك الشّكوى عامله العاملون بالسّجن بانتقام وزادوا من حدّة الإنتهاكات. حجزوا الأقلام والأوراق التّي كانت بحوزته لمنعه من الكتابة من جديد، طالب سعود بحقوقه فقد كان يعرفها جيّدًا، كالتّواصل مع زوجته والحصول على الرّعاية الطبيّة، رفع صوته سعود أحيانًا وطالب بحقوقه، فأخذه رجال الأمن وبالقوّة، وأحضروه بعد ساعة نازفًا من شدّة التّعذيب، ودون الحصول على رعاية طبيّة.
قام سعود بالإضراب عن الطّعام لمدّة سبعة أيّام قبل نقله إلى المستشفى لتدهور حالته، وقد توقّف عن إضرابه نتيجة وعود تلقّاها في المستشفى، ولكنذ أيًّا من هذه الوعود لم يحقّق. واستمرّت الإنتهاكات والمعاملة السّيئة بحقّه، واليوم لا تزال النّيابة العامّة تطالب بإعدامه.
أنا اليوم أعاني بشدّة من كلّ ما مررت به، وأفكّر باستمرار بسعود ومصيره، وأخاف أن يلاقي أي أحد المصير نفسه، دون وجود مبرّر لذلك.
—
*كلمة ميثم التمار (معتقل باكستاني سابق في السعودية) في المؤتمر السنوي الثالث لضحايا الانتهاكات في المملكة العربية السعودية الذي عقد بتاريخ 9و 10 ديسمبر 2022.