تحت عنوان: عقوبة الإعدام في السعودية: الطريق لا زال طويلا، عقدت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ومنظمة ريبريف ندوة على هامش فعاليات الدورة 46 لمجلس حقوق الإنسان شارك فيها خبراء ومحامون وذوي ضحايا.
الندوة التي عقدت في 18 مارس 2021 عبر برنامج الزوم سلطت الضوء على عقوبة الإعدام في السعودية واستمرار المخاوف على حياة الأفراد على الرغم من الوعود الرسمية الأخيرة، كما حضرها وشارك في النقاش صحفيون وممثلون عن منظمات حقوقية وممثلون عن دول.
البارونة هيلينا كينيدي، مديرة معهد حقوق الإنسان التابع لرابطة المحامين الدولية، أدارت الندوة وافتتحتها بالتساؤل هل الخطوات الأخيرة التي اتخذتها السعودية ومن بين ذلك ما يتعلق بحقوق النساء ووقف أحكام الإعدام بحق القاصرين كافية؟ وأوضحت أنه على سبيل المثال بينما أفرج عن الناشطة لجين الهذلول فهي لا زالت تواجه العديد من القيود مثل المنع من السفر كما لا زال العديد من الناشطات معتقلات.
وأشارت كينيدي إلى أنه لا يمكن إدراك مدى جدية هذه الخطوات إذا لم تنعكس بشكل قانوني وجدي. وتساءلت البارونة ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل حماية بقية الأفراد الذي يواجهون عقوبة الإعدام.
المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أغنيس كالامارد، أشارت إلى أن عملها بيّن أن السعودية مثل دول عدة تمارس الإعدام من دون الاكتراث إلى الضوابط التي يضعها القانون الدولي فيما يتعلق بالدول التي لا زالت تنفذ عقوبة الإعدام. وفيما يتعلق بإعدام القاصرين أشارت كالامارد إلى أن السعودية لا زالت تهددهم على الرغم من الوعود الأخيرة التي أطلقتها، وأوضحت أن هذه الخطوات الصغيرة بعيدة كل البعد عن القانون. كالامارد أكدت أن الإعدامات تطال بشكل واسع كل من يواجه تهما تتعلق بالتعبير عن الرأي، وبعد تعرضهم للتعذيب، وضربت المثل على قضية عباس الحسن والقاصر مجتبى السويكت، وذكرت الذين يواجهون حاليا نفس المصير مثل الشيخ سلمان العودة والباحث حسن المالكي.
ومن جانب آخر ذكرت كالامارد إعدامات السعودية الكثيرة على تهم تتعلق بالمخدرات خلال السنوات الأخيرة، والعديد منهم من الأجانب، والذين لا يعرفون اللغة العربية، ولا يحصلون على محام، أو دعم. كما أكدت أنه لا يزال عدد الأشخاص الذين يواجهون الإعدام بتهم مخدرات مجهولا بسبب انعدام الشفافية، والتي تفتقر الى الأصول القانونية.
زينب أبو الخير شقيقة المعتقل الأردني المحكوم بالإعدام حسين أبو الخير، تحدثت عن التعذيب الذي تعرض له أخيها واجباره على التوقيع على اعترافات مكتوبة، وكيف تم التعامل بلا إنسانية معه، لدرجة أن عائلته لم تعرف أنه معتقل، إلا بعد مرور أشهر. كما أشارت إلى الانتهاكات التي تعرض لها كالحرمان من الحصول على محام. أبو الخير أشادت بدور المنظمات الحقوقية مؤكدة أن ما يحدث في السعودية أكثر بكثير مما نعرف والمنظمات تكشف بعض هذه الإنتهاكات. واعتبرت أن الإنسان يتعرض لمختلف أنواع الانتهاكات في السعودية، خاصة إذا كان أجنبيا أو من دين مختلف، أو من النساء.
المديرة التنفيذية المشاركة في منظمة ريبريف مايا فاو أكدت أن السعودية ضمن أكثر الدول تنفيذا لعقوبة الإعدام في العالم، وأنها تعدم من يواجه تهما بسبب التعبير عن الرأي، أو المشاركة في إحتجاجات سلمية.
وتحدثت فاو عن إطلاق السعودية وعودا تتعلق بإيقاف عقوبة الإعدام على الأطفال منذ ٢٠١٨ إلا أنها عادت ونفذت إعدامات على عدد من القاصرين. وكذلك وبعد ٩ أشهر من إعلان وقف عقوبة الإعدام ضد الأطفال عبر قانون الأحداث، أعدمت السعودية أطفالا، ولم يتم تسليم جثامينهم حتى هذه اللحظات. فاو تطرقت إلى قضية القاصر عبد الله الحويطي، الذي لا زال يواجه عقوبة الإعدام بتهم حصلت حين كان عمره ١٤ عاما. واعتبرت أن كل ذلك يخلق شكوكا ومخاوف من الوعود السعودية.
الدكتور عبد الله العودة، نجل الشيخ سلمان العودة، اعتبر في مداخلته أن والده يعاقب بتهم لا أساس لها تتعلق بتغريدات لتبرير عقوبة الإعدام الذي يواجهها، وأوضح أن الحكومة السعودية لم تغير طلب الاعدام بحق والده رغم كل الوعود التي سوقت لها. وأشار العودة إلى أن السعودية تريد إعدام الشيخ العودة بسبب تاريخه الطويل من الدعوة للديمقراطية، وحماية الأقليات وحقوق المرأة والحريات.
المحامي والمستشار القانوني في المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، طه الحاجي أوضح في مداخلته أن كل الوعود التي قالت الحكومة السعودية أنها تحمي كافة القاصرين من الإعدام لم تطرق إلى الأطفال الذين يواجهون الإعدام بقضايا قصاص وحدود. وأشار الحاجي إلى أن السعودية تتوسع في استخدام عقوبة الإعدام، وأن عهد الملك سلمان وابنه شهد ٨٠٠ اعدام، واعدامات جماعية لم تشهدها السنوات السابقة. وشدد على أن الحكومة السعودية تستخدم أفهام متطرفة للشريعة، خاصة ضد معتقلي الرأي، كما أنها تستخدم العقوبات التعزيرية التي يعود فيها الحكم لتقدير القاضي بشكل تعسفي. الحاجي أكد أن السعودية وإلى جانب أحكام الإعدام، تقتل الأفراد والنشطاء بطرق أخرى بينها القتل خارج نطاق القضاء ومن خلال الإهمال والتعذيب في السجون مبديا خشيته أن يكون هذا مصير الشيخ سلمان العودة. وأشار الحاجي إلى أن السعودية لطالما تغنت على الصعيد الدولي بأنها لا تعدم أطفال وهذا ما يجعل الاحتفالات الأخيرة بوقف أحكام القتل بحق القاصرين مثيرا للريبة، وبالتالي لا يمكن الوثوق بأي من الوعود.
كما تلقى المشاركون اسئلة المتابعين …