في 3 يونيو 2020، اعتقلت الحكومة في المملكة العربية السعودية أحد مشاهير برنامج التواصل الإجتماعي “سناب شات” في البلاد المعروف بأبي الفدا. الاعتقال أتى بعد نشره مقطعا مصورا لأرفف الخبز خالية في أحد المحلات، داعيا الناس إلى أن تأخذ حاجتها فقط. واشتهر أبو الفدا، وهو شاب ينحدر من مدينة الإحساء شرق السعودية، بأسلوب حياته البسيط والكوميدي، حيث جذب بأسلوبه ولهجته الشعبية الكثيرين.
ترى المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن الاعتقال بسبب نشر مقطع مصور هو اعتداء على حرية الرأي والتعبير، واستغلال للإجراءات التي تتخذها الحكومة في إطار مواجهة أزمة جائحة فيروس كوفيد 19، من أجل ممارسة الانتهاكات، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية. وكانت المنظمة قد رصدت تزايدا في الاعتقالات العبثية في البلاد، وتذرع الحكومة السعودية بحجج بث الشائعات والرعب وغيره.
من بين ذلك اعتقال لاعب نادي النصر الدولي السابق فهد الهريفي بسبب تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر، تحدث فيها عن قرارات وزارة الداخلية فيما يتعلق بالإجراءات والقطاع الرياضي.
تؤكد المنظمة الأوروبية السعودية، أن هذه الاعتقالات التعسفية وغيرها من الممارسات، هي تأكيد على التعاطي القمعي في مختلف القضايا ومنها جائحة كورونا. وكان عدد من الخبراء الأممين قد أكدوا في بيان لهم أن بعض الدول والمؤسسات الأمنية قد تجد “أن استخدام الصلاحيات الاستثنائية أمر جذاب لأنه يوفر طرقا مختصرة”، ولمنع مثل هذه القوة المفرطة من أن تتسرب إلى داخل النظم القانونية والسياسية اعتبروا أنه “يجب أن تصمم القيود بدقة وأن تتسم بأدنى قدر من التدخل لحماية الصحة العامة”.
تشدد المنظمة الأوروبية السعودية، على أنه فيما كان على الحكومة السعودية أن تطلق سراح معتقلي الرأي والمعتقلين تعسفيا واتخاذ إجراءات لتخفيف الضغط على السجون في ظل جائحة كورونا، فإنها عمدت إلى القيام بحملات اعتقال تعسفي، من دون أي ضوابط قانونية وفي ظل غياب تام للرقابة على أعمال السلطات الأمنية مما يدعيها لممارسة المزيد من الانتهاكات دون رادع.